معاوية بن أبي سفيان قيّض اللهُ تعالى لهذا الدّين رجالاً نصروا نبيّه الكريم محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-، ووقفوا معه في دعوته، وقاتلوا تحت رايته أئمة الكفر والضلال، وقد اعتبر هؤلاء الرّجال خيرَ القرون وأفضل الأجيال؛ لِما قدموه في سبيل الدّعوة الإسلاميّة ونصرة الإسلام، ومن بين هؤلاء الصّحابة برز اسمُ الصّحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، سنتحدّثُ في هذا المقال عن أبرز صفاته -رضي الله عنه-.
صفات معاوية بن أبي سفيان - الحفظ والاتقان، فقد جاء أبو سفيان إلى النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- طالباً منه أن يجعلَ ابنه معاوية كاتباً عنده لما اشتهر عنه من الحفظ والاتقان، فوافق النبيّ الكريم على أن يكونَ معاوية ابن أبي سفيان كاتباً عنده يدوّن ما ينزّل من آيات الله تعالى وسوره.
- الحلم والأناة، فقد اشتهر معاوية -رضي الله عنه- بأنّه كان حليماً يغلبُ جانب العقل عنده جانب العاطفة والهوى.
- السّؤدد، فممّا اشتهر به معاوية -رضي الله عنه- أنه كان لائقاً للحكم والسّيادة والملك، فممّا روي في ذلك أنّه عندما كان غلامٌ صغيرٌ يمشي مع أمّه وإذْ به يتعثر فتقول له أمّه، قم لا رفعك الله، فيقول أعرابيّ: لا تقولي ذلك فإنّ ابنك سيسود قومه، وقد قال الأعرابي ذلك لما توسّم في معاوية من سمات السّيادة والقيادة، كما كان الفاروق عمر -رضي الله عنه- إذا رأى معاوية قال، هذا كسرى العرب، بسبب ما كان يتحلّى به من هيبة الحكم والسّؤدد.
- الشّجاعة وحبّ القتال في سبيل الدّفاع عن دين الله، فقد كان معاوية رضي الله عنه شجاعاً يحبّ الإعداد في سبيل الله تعالى، وقد اشتهر في التّاريخ بأنّه صاحبُ ومنفذ فكرة الأسطول البحريّ الإسلامي الذي أمر ببناء سفنه من أجل الدّفاع عن السّواحل الإسلاميّة، وغزو الإمبراطوريّة البيزنطيّة في عقر دارها.
- الحكمة والفطنة، فقد كان معاوية حكيماً في قراراته فطِناً، وقد تجلّت تلك المعاني في سنين حكمه الأربعين سواء كان ذلك في فترة ولايته على الشّام، أو فترة خلافته للمسلمين، وقد اشتهر بقولته الشّهيرة التي ذهب مثلاً في الحكم: ((لو أنّ بيني وبين الرّعيّة شعرةً ما قطعتها، لو أنّهم شدّوها أرخيتُها، ولو أنّهم أرخوها شددتُها)).
- دهاؤه، فلم يغبِ الدّهاء عن معاوية رضي الله عنه، ومن الأمثلة على ذلك تعيينه لداهية العرب الصّحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه ليكون مفاوضاً عن فريقه أمام فريق الإمام علي رضي الله عنه في معركة صفّين، وما نتج عن هذا القرار من غلبةٍ ومكيدة لصالحه.